القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
shape
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
115242 مشاهدة print word pdf
line-top
الآيات التي يأمر الله تعالى فيها بالتقوى

...............................................................................


والآيات كثيرة يأمر الله تعالى فيها بتقوى الله مثل قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ من تقوى الله تعالى الصدق، ولكنه عطفه على ذلك؛ لأنه خصلة من خصال أهل الإيمان اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ وكذلك أمر الله المؤمنين بمثل قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا القول السديد هو أيضا من تقوى الله؛ لأن الإنسان الذي يتقي الله تعالى يسدد في قوله؛ فيتحرى الكلمات التي لا ضرر فيها، والتي لا محظور فيها فلا، يقول إلا قولا حسنا، إذا كان كذلك فإنه قد قال قولا سديدا.
وكذلك يأمر الله بها عموم الناس مثل قوله في أول سورة النساء: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ أمر الناس عموما يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ ومثل قوله من سورة البقرة: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ هذا خطاب للناس عموما الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ يعني أن عبادتكم علامة على التقوى.
وكذلك أيضا علامات التقوى هي العبادات كلها، ومن جملتها الصيام في قوله تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ فجعل الصيام من أسباب التقوى، أو من العلامات؛ وذلك لأن الصائم يتوقى المحرمات والمعاصي ونحوها، ويتوقى أيضا غضب الله تعالى وسخطه وعقوبته.
وكذلك أيضا أهل التقوى؛ لا شك أنهم أهل الفخر وأهل الرفعة؛ ولذلك فضلهم الله على غيرهم، فقال تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ورد أنه -صلى الله عليه وسلم- سأله أناس فقالوا: من أكرم الناس؟ فقال: أكرمهم عند الله أتقاهم يعني موافقة لما في الآية فيقال: الكرم التقوى، الكرم الحقيقي هو تقوى الله تعالى يعني أفضلهم وأقربهم إلى ثواب الله تعالى.
وللتقوى أيضا فوائد من جملتها: أن الله تعالى يحمي المتقين من الوقوع في المحذورات والمحرمات ونحوها، ويعلمه علما جما كما في قول الله تعالى: وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ أي أنكم إذا اتقيتم الله تعالى فتح عليكم.

line-bottom